الاثنين، 29 ديسمبر 2008

اصول الزربية

اصول الزربية


أقدم أثر للزربية حدد بمنطقة القوقاز و آسيا الوسطى. و حاليا ثلاثة بلدان تملك عادة عريقة في صنع الزرابي. يتعلق الأمر بإيران، تركيا و القوقاز. جانبا إلى" الثلاثة الكبار" تأتي بلدان آسيا الوسطى التي تتكون معظم شعوبها من التركمان (أفغانستان، أزربايجان، أوزبكستان، تركمنستان، كازخستان، تادجاكستان بالإضافة إلى سين كيانغ الناحية الغربية للصين الشعبية). هذه البلدان ذات إنتاج محدود نسبيا، ترتبط بالفروع التركية الكبرى التي كانت في القديم تمتد من إسطنبول إلى الصين.
تليها المستعمرات القديمة للدولة العثمانية : مصر بزرابي المملوك الشهيرة، تونس و الجزائر و أيضا بلدان البلقان (رومانيا و يوغسلافيا سابقا) طالما كانت تحت التأثير التركي. في هذه البلدان الأخيرة سمح إنتقال المهارات لبروز أنواع خاصة من الزرابي المحلية





في المشرق





في القرن التاسع قبل الميلاد، كانت تباع رقيقات ناسجات الزرابي بمبالغ باهضة. كانت الزربية حاضرة في جل أقطار مصر في كل الصور و النحوت. حتى أن كليوباترا تسللت إلى شقق القيصر يوليوس ملتفة داخل زربية.
يذكر المؤرخون أن ألكسندر أهدى زرابي لأقاربه بمناسبة إنتصاره على داريوس سنة 334، وقرر على إثره بحماية النساء الناسجات من كل سوء معاملة. من غنائم حرب تحولت الزربية إلى علامات غنى في كل المشرق، إذ تعتبر عنصر هام لبدخ مذهل.
الزخارف الممثلة على الزرابي التركية سليلة إرث قبلي و التي تتواجد بتركمانستان ،القوقاز و إيران، غالبا ما تكون مستنبطة من رموز غولية لقبائل آسيا الوسطى، و التي تشكل حليات بيضوية من كل الأشكال و المقاسات.
كانت الورشات الإيرانية قديما مصانع في خدمة البلاط، و هي تستمر حتى اليوم في نشاطها رغم عددها القليل. حيث أن تقنيات العقد مازالت نفسها التي كانت تستعمل في القرن التاسع عشر في عهد الدولة الصفوية، حيث أنه يعتبر بلا نزاع العصر الذهبي للعقد. تتواصل إلى غاية يومنا هذه الورشات في إشعاع الحس المرئي و الجمالي للإيرانيين من خلال هذا الفن الذي حافظ على شعبيته. غالبا ما تشهد هذه الورشات الموجودة في أكبر المدن قدوم وفود هائلة من الزوار.






صناعة الزربية في ارمينيا 1

2


(1) زربية أرمينية قديمة (2) زربية أرمينية كاراباغ : أواخر القرن التاسع عشر (1,40م ´ 1,65م)


يحكى أن جانجيس خان كان يحمل معه تشكيلاته من الزرابي إلى مواضع مخيماته، وأن رغم سمعته الرهيبة كان يحافظ عن رؤوس صانعي الزرابي أينما مر. لم تتم المبادلات التجارية الكبرى للزرابي بين الشرق و الغرب إلا انطلاقا من فترة شارلومان. بعدها انغلق الشرق إلى غاية الحروب الصليبية حيث سهل تطور الجمهوريات التجارية الإيطالية مما سمح إلى تكثيف المعاملات التجارية.
أصبح سكان البندقية من أهم المستوردين، و أكد ماركو بولو ،الذي أصبح خبيرا بمقتضى رحلاته البعيدة، في كتاباته أن أجمل القطع تأتي من تركيا.
في الوقت الذي يعزز فيه فرانسوا الأول الروابط بالشرق بتحالفه مع سليمان القانوني، أصبحت الزربية هدية دبلوماسية. النطاق الأخير للبلدان المنتجة للزربية الشرقية يضم كل من الصين الهند و الباكستان. يمكن وضع الصين على حدا بفعل أنها تمتاز بإنتاج خاص. في الهند اكتسبت الزربية أرقى سمعة لها في عهد المغول (من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر). يشهد الباكستان انطلاقا من الستينيات إنتاج مهم للزرابي الرخيصة ذات الزخارف المأخوذة من الزرابي القوقازية و الفارسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.