الاثنين، 29 ديسمبر 2008

حول الزربية



في المغرب


أدخلت القطع الأولى إلى وأوروبا مع الحروب الصليبية. أصبحت البندقية مع ماركو بولو في القرن الثالث عشر أهم منطقة لاستيراد الزربية. انطلاقا من القرنين الرابع عشر و الخامس عشر أصبحت الزرابي الشرقية موضوع رسومات إيطالية و فلمندية (لوطو و هولباين خاصة). كانت مجموعة زرابي آن ملكة النمسا مذهلة، حيث أن معاصري إليزابيث الأولى صرحوا أن الملكة مولعة بالأنسجة الحريرية الصينية و زرابي تركيا و بلاد فا رس.


من الزربية الى فن البساطة



خلال القرون الوسطى و إلى غاية حرب مائة سنة، أصبحت منطقة إيل دي فرانس (l'lle-de-France ) أكبر منتج للبساطات و تعتبر باريس عاصمتها بلا منازع. حينئذ طردت الحرب ونهب المدن السدائين نحو الشمال أين أنشؤوا ورشات آراس.
في نهاية القرون الوسطى أصبحت الأبسطة تعالج مواضيع ملحمية. إذ جعل الملوك و الأمراء ينسجون مشاهد مباراتهم، معاركهم ،انتصاراتهم و خرجات الصيد. إذ تبقى تلك الفترة من أغزر العصور إنتاجا بتحفها الرائعة .
مع النهضة و مع قدوم الفنانين الإيطاليين تغير نمط البساطات جذريا. مازجا بين فن الرسم و البساطة أدخل رافييلو فن التركيب، النظام، الوضوح، المنظور، الديكور،الإطارات و الزخارف الرائعة التي ميزت هذا العصر.
في فرنسا حوالي سنة 1530 أنشأ فرانسوا الأول بفونتانبلو أول معمل ملكي للبساطة. نحو 1660 أنشأ كولبير معمل في غوبلين، و آخر في بوفيه أربع سنوات من بعد تحت رعاية لويس الرابع عشر. تم جمع ما يزيد عن 800 رسام و صانع زرابي بغوبلين في باريس تحت إدارة شارل لوبران الذي كانت فكرته تخصيص الفنانين حسب مواهبهم و ميولاتهم.

بساطة أوبيسون قديمة



بساطة فرنسية من الحرير للقرن الثامن عشر، تمثل احتفالات عرس بتفاصيل نادرة


في القرن السابع عشر عاد استيراد الزرابي مألوفا. احتوت قصور فارساي و اللوفر قطعا رائعتا كانت محل إعجاب مادام دي بامبادور ومن بعدها ماري أنطوانيت. جلب جنيرالات نابليون حوالي 2000 قطعة من حملة روسيا.
و ضعت الثورة حدا للمهارة الإبداعية لصانعي الزرابي. رغم ذلك أعيد فتح سنة 1795 معامل بوفيه، أوبيسون و فالتين و حتى القرن التاسع عشر كان يتم نسخ رسومات أكبر رسامي الجدرانيات للمعامل الملكية.

نحو التصنيع


تغيرت تقنيات فن البساطة عبر القرون إذ أنه شرع في مكننة النسيج سنة 1733 حين تخيل الإنجليزي جون كاي آلة تدار بالرجل تقذف المركبة من جهة للأخرى من سداة النسيج. حوالي سنة 1757 صنع جاك دو فوكونسون نولا بسدى أفقية أدخلت عليه بعض التعديلات على يد جوزيف ماري جاكار (1752-1834) بإدخاله أنوال تعمل ببطاقات مثقوبة تسمح بإنجاز أنسجة جد معقدة.


زمن التشريفات


متضررة بثورة النسيج الصناعية في القرن التاسع عشر، أعيد إنقاذ الزربية في العشرينيات و الثلاثينيات بفضل انفجار الفنون الزخرفية. حتى العصرانيين أنجزوا قطعا خاصة بهم، فريدة موقعة و مرقمة. راهنت الستينيات على المزج بين المواد الاصطناعية مثل السورنيل و الصوف الطبيعية. الفلوكاتيس، زرابي يونانية ذات الشعر الطويل زينت صالونات جيل الهبي.
جلب الجوالة المارين بطريق الحرير من رحلاتهم الأولى لكتماندو زرابي مسطحة المعروفة بالكيليم. "ثلاثون سنة مضت لم يكن أحد يسمع حتى باسمهم، و اليوم بعض القطع تبتز بأثمان باهظة" يكتب هانري دوماس، مدير قاعة عرض التريف، الذي كان من بين الأوائل الذين كشفوا عن هذه الزرابي للجمهور الفرنسي. " في تركيا لم تكن لها أية قيمة، إذ كانت تباع بالمكيال و تستعمل لتغليف البضائع. كانت تنسج في القرى، دون أي غرض تجاري فحافظت على أصالتها."
اليوم مع موجة الإستشراق في الغرب ، تعود الزربية الشرقية مطابقة لذوق العصر وتجد صدى كبير في الدول الأروبية (ألمانيا، هولندا، البرتغال، إنجلترا)، و حتى الولايات المتحدة الأمريكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.